خوفنا الذي لا ينتهي

الطفل الذي حارب جفاف صدر أمه بتذوقِ أطعمة أخرى

كانت لتكون حربه الأخيرة لولا أن فكرة الاستمرار سيطرت عليه

أو أنه لا يخشى المجهول أو يتعامل مع الغرباء على أنهم منه وهو منهم

إلى أن حاصروه بأفكارهم… كيف يخافون الغرباء والفشل بأختلاق مسميات على الأفعال التي لا تناسبهم.

أصبح يخاف صفعة أبيه من علاماته المدرسية المتدنية

يخاف أن يقول أحبكِ وهو يسمع صوت القذائف

يريد أن يهرب إلى مكان مجهول، يختار بين خوفين أفضلهما بأن يمتلك حياة

يجتاز حواجز العسكر يفقدُ خوفه عندهم ويرتدي خوفاً جديداً باجتياز حدود برية وعسكر جديد، كلما أحتكت أقدامه بتربة جديدة إنما هو شعر بقوة ليستمر بها وخوف آخر يعتليه

يحمله على ظهره كجثث أصدقائه الذين قضوا نَحبَهم تحت التعذيب

لا يكف عن الزنِ بأذنيهِ كلما سعى للحياة أكثر

إلى أن أنزله من على ظهره مرةً فاستكان خوفه في الماءِ وصافحه، صعد على القارب وتعرف على خوف الأخرين

كيف يغلب على المرء سمة واحدة من شخصيته يظهرها خوفه

منهم من كان نائم ومنهم من كان بهرب للغناء حباً في الحياة

آخرون يقطفون ثمرات إيمانهم ويتخلون عن الجنة لتستمر روحهم في البقاء

كنت أصافح الجميع وأقول يا خوفي كم أنت خفيف مثلي

خفيف على الحياة

لا أملك ثقلاً على الأرض

أتركُ مساحات شاسعة فوق السرير

خفيف على الآخرين لا أملك قوة الرياء

وسرعان ما يشعرون بي

يا خوفي القادم من لحن أغنية

أرتلها في الخفاء

خفيف على البلاد التي لا أملك بها شيئاً

خفيف على الكتابة

على جميع القصائد التي لم أكملها

كُل مرة أعيد ترتيبك

كُل مرة أخلعك مثلما أريد

وتلتصق بي دون أن أشعر

(Visited 123 times, 1 visits today)